يتنقل ملايين الأشخاص حول العالم، في محاولة للتكيف مع الحياة في بلدان ليست بلدانهم. في بعض الحالات ، تكون هذه الحركة تطوعية، حيث يبحث الناس عن فرص حياة أو تعليم أو عمل أفضل. وفي كثير من الحالات يكونوا مجبورين على الانتقال من بلدهم إلى بلاد أخرى طلباً للقمة العيش وتحسين
وضعهم الاقتصادي للبقاء على قيد الحياة. فإن هذه الحالات تنطبق على العاملين في قطاع العمل المنزلي الذين يسعون للعمل لكسب الرزق ويلجأون إلى الدول التي تسمح لهم بالعمل لديها في قسم العمالة المنزلية.
ففي ظل التحرر الذي تعيشه المرأة في الوقت الحالي في المملكة العربية السعودية، أصبحت الفرصة أمامها كبيرة لدخول معترك الحياة العملية لإثبات نفسها وإبراز قدراتها. وفي ظل هذا التحرر والتنمية السريعة، أصبحت الحاجة لاستقدام عمالة منزلية كبيرة وبالتالي باتت من الضرورات الملحة للنساء العاملات وليست مجرد كماليات كما يتصور البعض. على الرغم من أنه كان خلاف على ذلك يشير بوجود
مبالغة في موضوع الاعتماد على استقدام العمالة المنزلية
ولكن تختلف الآراء حول موضوع أهمية وجود العمالة المنزلية فهناك من يرى أن وجودهم حاجة ملحة في المنزل وذلك لأسباب مختلفة مثل كبر حجم المنزل أو زيادة عدد أفراد الأسرة أو خروج المرأة للعمل خارج المنزل. وفي نفس الوقت هناك من يرى أنه لا حاجة لوجود عاملة منزلية في المنزل باعتبار أن هذا هو الدور الأساسي لربة الاسرة.
مبررات استقدام العمالة المنزلية :
1- زيادة نسبة الدخل
لدى الأفراد في المملكة وانخفاض أجور العمالة المنزلية جعل الأمر سهلا على العائلات لاستقدام العمالة المنزلية.
2-اختلاف العادات والتقاليد عن سابقها في المملكة
أصبحت المهام المنزلية من الأمور الشاقة والمهلكة لربات البيوت نتيجة لكثرة الطلبات و الوجبات وأصناف الطعام. إضافة إلى زيادة البذخ في الملابس وتجهيز البيوت من افخم الاثاث المنزلي والأجهزة الكهربائية ولا ننسى كثرة الزيارات والجمعات العائلية والذي يشكل مجهودا إضافية على ربات البيوت جراء المبالغة في إعداد الأطعمة لأعداد كبيرة من الضيوف.
3-تطور التعليم والتكنولوجيا
في السابق كان جميع أفراد الأسرة يشاركون في أعمال البيت ويساعدون آبائهم وامهاتهم مما يخفف عبء المهام والمسؤوليات عن الأسرة، أما بعد انتشار التعليم للذكور والإناث وزيادة التطور التقني فقد أصبحت مهامهم بعيدة عن مساعدة والديهم و تم تكليفهم بمهام جديدة کالواجبات المدرسية والنشاطات والبحوث. وصار للأسرة مهمة جديدة تتمثل في تهيئة متطلبات الأطفال كالملابس والأدوات المدرسية والواجبات والاختبارات وغيرها من المهام الشخصية.
4-تزايد أعداد كبار السن
لقد شهد القطاع الصحي والاقتصادي تحسنا كبيراً في المملكة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع المعدل العمري للسكان وارتفاع معدل كبار السن في الأسرة وهم بحاجة إلى رعاية ومتابعة مستمرة من قبل ممرضين مع العلم أن غالبية العائلات لا تفضل إرسال ذويهم من كبار السن إلى دور رعاية كبار السن وتفضّل استقدام عمالة منزلية لرعايتهم ومتابعة احتياجاتهم ، اضافة الى انشغال افراد الاسرة بأمور حياتهم مما يستلزم اللجوء الى العاملة المنزلية كي تُساعد في رعاية كبار السن.
5-اختلاف بنية الأسرة السعودية
حيث كانت أغلب الأسر السعودية تفضل زيادة النسل أما في الوقت الحالي فالأسرة النووية اخذت المكان الأكبر في حياة معظم السعوديين. فقد كانت الأسرة ممتدة ويتعاون جميع أفرادها في إنجاز المهام المنزلية أما الأسرة ذات الأعداد القليلة وما تسمى بالنووية فجميع أعباء البيت ومهامه موكلة لربة البيت ومع زيادة هذه المهام مع التطور التكنولوجي والتعليم فقد زادت الحاجة لاستقدام عاملة منزلية فصارت ضرورة لابد منها۔
6-زيادة حجم البيت
لقد كانت البيوت صغيرة مقارنة بالبيوت في الآونة الحالية، فقد كانت الغرف لها استخدامات متعددة غير مقتصرة على استخدام واحد فقط فقد كان مجلس الرجال يستخدم كغرفة الطعام وغرفة للضيوف أيضا ومع ازدياد حجم البيوت وزيادة رغبة الناس بإبراز الثراء والرفاهية التي يعيشونها للتباهي بما لديهم من مقدرات أصبحت الحاجة إلى استقدام العمالة المنزلية ضرورة ورفاهية في نفس الوقت.
7-سهولة الإجراءات الحكومية لاستقدام العمالة المنزلية
سهل نظام العمل الحكومي عملية استقدام العمالة المنزلية من خلال برنامج مساند وإعطاء التراخيص لمكاتب الاستقدام کمکتب روافد نجد، إضافة إلى مجموعة من الشروط والأحكام التي تحافظ على حقوق العمالة المنزلية وصاحب العمل.
8-استقدام العمالة المنزلية ضرورة اجتماعية ونفسية
ضرورة وجود العاملة المنزلية عند الأسر السعودية ليس لأداء المهام الوظيفية فحسب وإنما يمثل نوعاً من المظاهر الاجتماعية للتباهي والتقليد بين العائلات.